اللّهمّ إنّی أخلصت بانقطاعی إلیک و أقبلت بکلّی علیک و صرفت وجهی عمّن یحتاج إلی رفدک و قلبتُ مسئلتی عمّن لم یستغن عن فضلک و رأیت أنّ طلب المحتاج إلی المحتاج سفه من رأیه و ضلّة من عقله ...
لا شکّ فی أنّ النّصوص العرفانیّة تشکّل جانباً هامّاً من التّراث
الإسلامی الخالد، و لاغرو أنّها حصیلة تجارب العرفاء الشّخصیّة أو العینیّة و
ثمرة مشاهداتهم الوجدانیّة، حیث أودع فیها رُوّاد منهج العرفان تجاربهم
و معتقداتهم و ما صدرت عنهم من حکم و نصائح، ضمن صیاغات
مشحونة بالرّموز و الکنایات للحیلولة دون ذیوع أسرارهم، من هنا اختلفت المصطلحات الرّائجة فی العرفان بکلا شقَّیه النَّظری و العملی عن المصطلحات الخاصّة بالنّصوص العلمیّة و الأخلاقیّة البحتة؛ ذلک أنّها فی الواقع رموز لفتح آفاق النّصّ العرفانی.
یقول الأستاذ الشّهید مرتضی المطهّری فی هذا الصّدد : «إنّ للعرفاء مصطلحات کثیرة لا یتیسّر فهم مقاصدهم من دون الوقوف علیها، و قد تعمّدوا أن تحیط بتلک المقاصد و الأغراض هالة من الخفاء و الغموض لئلاّ یطّلع علیها أتباع غیر طریقتهم لتظلّ المفردات العرفانیّة فی طیّ الکتمان خلافاً لروّاد العلوم و الفنون الأخـری، و علی هذا، فتلک المصطلحات ـ علاوة علی طابعها الاصطلاحی ـ لها طابع رمزی» .
Volume : 1.3 M Byte
Notice: This file is usable only on SAMT bookreader application
تعداد صفحات نسخه دیجیتال : 244